CMS2050 عالم من التميز والإبداع
  الدرس السابع: مبدأ الاستخلاف في المال
 

الدرس السابع: مبدأ الاستخلاف في المال


1) مفهوم الاستخلاف في المال في التصور الإسلامي
:

الاستخلاف مهمة الإنسان الوجودية:
الإنسان خليفة عن الله تعالى لتنفيذ مراده في الأرض و إجراء أحكامه فيها. هيأه الله تعالى لدوره الاستخلافي و أوكل إليه أمانة تعمير الأرض بالعبادة و عمارتها بالخير، حتى يبلغ درجة الكمال الإنساني بالعمل الدائب و الكدح المستديم استعدادا للقاء ربه.

مبدأ الاستخلاف في المال:
• يتأسس على حقيقتين اثنتين:
- المال مال الله:"...وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ..."
النور 33.
- الإنسان مستخلف في المال:" آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ " الحديد 7.
• يرسي قواعد أساسية:
- يعطي مفهوما متميزا للملكية و الحيازة (التملك): يرفع يد الإنسان و يجرده من التملك الحقيقي، و يعتبره وكيلا و مستخلفا، و يعتبر المال الذي في حوزته في حكم الوديعة و العارية.
- يؤكد مفهوم التصرف المقيد: ما دام الإنسان وكيلا في مال الله، ليس له مطلق الحرية لما في حوزته.و مدعو للخضوع لشرع الله في كل تصرفاته المالية ، كسبا و إنفاقا...

2) أهمية المال و قيمته في الحياة الإنسانية:
يركز الخطاب الشرعي على حقيقتين متكاملتين تؤسسان للرؤية الإسلامية للمال:
• المال قوام الحياة الإنسانية: به تنتظم شؤون الحياة:" وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ قِيَاماً ..." سورة النساء آية: 5.
لذلك شرع الإسلام منظومة من الأحكام الضابطة لوجوه الكسب و الاستثمار و التدبير و الاستهلاك...
• المال شهوة و فتنة: و لا بد من تعبئة روحية لتهذيب غريزة التملك...
يقول الله تعالى:" زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ }سورة آل عمران.آية 14
و يقول سبحانه: "وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ " سورة الأنفال. آية: 28.

3) آثار مبدأ الاستخلاف في ترشيد تعامل المجتمع مع المال:
مبدأ الاستخلاف في المال يرشد التصرف و تعامل المجتمع في المال.
و هو يمثل حلا للمشكلة الاجتماعية، من خلال التوفيق بين الدوافع الذاتية و المصالح الاجتماعية. حيث تكون الملكية الفردية في خدمة المجتمع.
و يكون التكافل الاجتماعي واجبا شرعيا كفائيا على كل من الفرد و الجماعة، يختفي معه التفاوت الطبقي و يحل الاستقرار و السلام الاجتماعيان.

4) كيف يهذب الإسلام غريزة التملك؟
- ربط دوافع السلوك البشري بعلة غائية سامية متمثلة في الله تعالى و الحياة الأخرى... و بمنظومة تشريعية متكاملة تضمن إمكانية تحقيق التوازن في شخصية الفرد في تعامله مع المال...
- تنبيه الإنسان إلى ضرورة الكدح و مواجهة الافتتان بالمال و نزعات التملك و التسلط.
.
...
هذا المنهج كما يحرر من سطوة المال ،فإنه يؤسس لمفهوم جديد للامتلاك يقوم على الزهد بمعناه الإيجابي و يقود الإنسان إلى الإحساس بأنه يملك جميع الطيبات في هذه الدنيا ، ما دام يملك كفايته....
(حديث مطرّف عن أبيه:" أتيت النبي صلى الله عليه و سلم و هو يقرأ ألهاكم التكاثر....") انظر النص الثاني من الدرس.

 
  Aujourd'hui sont déjà 138828 visiteurs (304863 hits) Ici! © 2009-2010 © BEDRYOU GROUPE © جميع الحقوق محفوظة  
 
Ce site web a été créé gratuitement avec Ma-page.fr. Tu veux aussi ton propre site web ?
S'inscrire gratuitement